Rabu, 20 April 2016

اللغة

اللغة هي نظام اعتباطي لرموز صوتية تستخدم لتبادل الأفكار و المشاعر بين أعضاء جماعة لغوية متجانسة. اللغة نظام . وهذا يعني أن اللغة تخضُع لتنظيم معين أو تبدي تنظيما معينا في مستوياتها الصوتية والفونيمية والصرفية والنحوية والدلالية. وبعبارة أخرى، إن اللغة ليست فَوْضِيَّةٌ، بل تخضع لتنظيمات محددة. نظام اللغة اعتباطي. النظام الذي تبديه لغة ما ليس منطقيا ولايخضع لتبريرات. فهو أساسا نظام اعتباطي  اللغة أساسا صوتية. فلقد تكلم الِإنسان اللغة قبل أن يكتبها. كما أن الطفل يتكلم اللغة قبل أن يستطيع كتابتها. كما أن كثيرا من الناس في العالم يتكلمون لغة ما دون أن يستطيعوا كتابتها. فاللغة أساسا نشاط شفوي أو كلام. وأما الكتابة فهي شكل ثانوي من أشكال اللغة. وبعبارة أخرى، إن اللغة كلام وما الكتابة إلا تمثيل جزئي للكلام. اللغة رموز، فالكلمة رموز لما تدل عليه، وليست ما تدل عليه. فكلمة "بيت" ترمز إلى الشيء الذي هو بيت، ولكنها ليست البيت ذاته. وهكذا فإن اللغة نظام ترميز. و على السامع أو القارئ أن يحل وموز هذا النظام ليفهم مدلولات هذه الرموز.
خصائص اللغة
1.   في اللغة لهجات اجتماعية تميز المستويات الاقتصادية والثقافية لمتكلمي اللغة. فاللهجة التي يتكلمها المثقفون تختلف عن لهجة الأميين. و لهجة طلاب الجامعات تختلف عن لهجة الفلاحين. و لهجة أساتذة الجامعة تختلف عن لهجة العمال.
2.   في اللغة لهجات جغرافية تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى. فاللهجة العربية في الجزائر تختلف عن اللهجة العربية في كل من السودان و سوريا و العراق. واللهجة الإنجليزية في إنكلترا تختلف عما في أسكتلندا و تختلف عما في أمريكا.
3.   في اللغة تنوعات في المستوى، فهناك اللهجة الفصيحة وهناك اللهجة العامية.
4.   يمكن التعبير عن اللغة بالوسيلة الشفوية أي بالكلام، وبالوسيلة المكتوبة أي الكتابة.
5.   كل فرد يتكلم لغته بطريقته الخاصة التي تميزه عن سواه. وتدعى هذه لهجة فردية أو رطانة.
6.   للغة مستويات في البناء. فهناك المستوى الصوتي، ثم المستوى الصرفي، ثم المستوى المفرداتي، ثم المستوى النحوي، ثم المستوى الدلالي. إذ تتجمع الأصوات لتبني المورفيم أو الوحدة الصرفية، وقد تتجمع المورفيمات لتبني المفردة أو الكلمة، وتتجمع المفردات لتبني الجملة.
علم اللغة
1.   علم اللغة النظري. ويشمل هذا الفرع عدة علوم منها علم الأصوات وعلم الفونيمات و علم اللغة التاريخي و علم المعاني و علم الصرف و علم النحو.
2.   علم اللغة التطبيقي. و يشمل هذا الفرع عدة علوم منها تدريس اللغات الأجنبية و الترجمة و علم اللغة النفسي وعلم اللغة الاجتماعي.


تعريف كل من العلوم السابقة
1.   علم الأصوات. يبحث هذا العلم في نطق الأصوات اللغوية وفي انتقالها وفي إدراكها. ويمكن تقسيم هذا العلم إلى ثلاثة فورع منها علم الأصوات النطقي وعلم الأصوات الفيزيائي و علم الأصوات السمعي. و يبحث كل علم منها في نطق الأصوات وانتقالها و إدراكها على التوالي.
2.   علم الفونيمات. يبحث هذا العلم في وظائف الأصوات وتصنيفها إلى فونيمات و توزيع هذه الفونيمات في الاستخدام الفعلي للغة.
3.   علم اللغة التاريخي. يبحث هذا العلم في تطور اللغة عبر العصور التاريخية المختلفة وما طرأ عليها من تغيرات وتأثرات بسواها من اللغات.
4.   علم الصرف. يبحث هذا العلم في المورفيمات وتوزيعها. والمورفيم هو أصغر وحدة لغوية ذات معنى.
5.   علم النحو. يبحث هذا العلم في ترتيب الكلمات ضمن الجملة. ويدعوه البعض علم النظم. ويدعى علما الصرف والنحو معا علم القواعد.
6.   علم المعاني. يبحث هذا العلم في طبيعة المعنى وعلاقة المفردات بعضها ببعض من حيث المعنى. ويدعوه بعض علماء اللغة علم الدلالة.
7.   علم اللغة النفسي. يدرس هذا العلم اللغة كظاهرة سلوك نفسي عقلي من حيث النمو اللغوي والتأثيرات النفسية التي تحدث قبل الكلام وأثناءه وبعده
8.   علم اللغة الاجتماعي. يدرس هذا العلم اللغة كظاهرة اجتماعية من حيث اللهجات الجغرافية واللهجات الاجتماعية والدور الاجتماعي والانعكاسات السياسية الناجمة عن اللغة.
أهم فائدة لعلم اللغة لدينا في هذا المقام هو الاستفادة منه في تدريس اللغات الأجنبية على النحو الآتي:
1.   يقدم لنا علم الأصوات النطقي وصفا جيدا لمخارج أصوات اللغة المنشودة، أي اللغة التي نريد تعليمها كلغة أجنبية. كما يقدم لنا هذا العلم وصفا لمخارج أصوات اللغة الأم. وبذلك يمكن معرفة مواضع التشابه والاختلاف بين النظام الصوتي للغة المنشودة ونظيره في اللغة الأم
2.   يقدم لنا علم الصرف وصفا مفيدا لتركيب الكلمة وتوزيع الوحدات الصرفية أي المورفيمات في اللغة الأم واللغة المنشودة على حد سواء
3.   يقدم لنا علم النحو وصفا مفيدا لتركيب الجملة ونظام الكلمات في اللغة المنشودة واللغة الأم
4.   يقدم لنا علم اللغة النفسي معلومات مفيدة عن العوامل النفسية التي تؤثر في تدريس اللغة الأجنبية والتي تؤثر في تعلمها
5.   يقدم لنا علم الأساليب معلومات مفيدة عن أفضل الطرق لتدريس اللغة الأجنبية مع اختصار الوقت والجهد  وإعطاء أفضل مردود تعلمي

أهمية اللغة العربية



إن للغة العربية مكانة خاصة بين لغات العالم. كما أن هذه اللغة تزيد يوما بعد يوم في عصرنا الحاضر. وترجع أهمية اللغة العربية إلى الأسباب الآتية :
        لغة القرآن الكريم . إن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم. وهي بذلك اللغة التي يحتاجها كل مسلم ليقرأ و يفهم القرآن الذي يستمد منه المسلم الأوامر و النواهي والأحكام الشرعي.
        لغة الصلاة. إن كل مسلم يريد أن يؤدي الصلاة عليه أن يؤديها بالعربية. وبذلك فإن العربية مرتبطة بركن أساسي من أركان الإسلام. فيصبح تعلم العربية بذلك واجبا على كل مسلم.
        لغة الحديث الشريف. إن لغة أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي اللغة العربية. ولذا فإن كل مسلم يريد قراءة هذه الأحاديث واستيعاب عليه أن يعرف اللغة العربية.
        المكانة الاقتصادية للعرب. إن العرب الآن ينمون اقتصاديا بشكل سريع بفضل ما لديهم من ثروات نفطية و معدنية، مما يجعل لهم وزنا اقتصاديا كبيرا ووزنا سياسيا موازيا. و تتواكب أهمية اللغة مع الأهمية الاقتصادية والسياسية لأصحابها.
        عدد متكلمي العربية. إن العربية مستخدمة كلغة أولى في اثنتين وعشرين دولة عربية وتستخدم كلغة ثانية في كثير من الدول الإسلامية. وهذا يعني أن سُبْع دول العالم تتكلم العربية لغة أولى. كما أن كثيرا من شعوب الدول الإسلامية لديها الاستعداد النفسي، بل وترحِّب، بتعلم اللغة العربية لارتباط هذه اللغة بديانة هذه الشعوب


معركة الحجاب



معركة الحجاب
نريد للصحوة الإسلامية المعاصرة أمرين : أولهما البعد عن الأخطاء التي انحرفت بالأمة و أذهبت ريحها وأطمعت فيها عدوها والآخر إعطاء صورة عملية للإسلام تعجب الرائين، وتمحو الشبهات القديمة وتنصف الوحي الإلهي. ويؤسفني أن بعض المنسوبين إلى هذه الصحوة فشل في تحقيق الأمرين جميعا، بل ربما نجح في إخافة الناس من الإسلام، ومكّن خصومة من بسط ألسنتهم فيه. ولنستعرض هنا طائفة من المعارك التي أثاروها، أو المبادئ التي رأوا أن ينطلقوا منها. ونبدأ بمعركة النقاب.
قرأت كتيبا يقول فيه مؤلفه : إن الإسلام حرم الزنا ! وإن كشف الوجه ذريعة إليه، فهو حرام لما ينشأ عنه من عصيان! قلت إن الإسلام أوجب كشف الوجه في الحج و ألفه في الصلوات كلها، أفكان بهذا الكشف في ركنين من أركانه يثير الغرائز و يمهد للجريمة؟ ما أضل هذا الإستدلال! وقد رأى النبي – صلى الله عليه و سلم- الوجوه سافرة في المواسم والمساجد والأسواق فما روى عنه قط أنه أمر بتغطيتها، فهل أنتم أغير على الدين والشرف من الله ورسوله؟ ولننظر إلى كتاب الله ورسوله لنستجلى أطراف الموضوع.
1.   إذا كانت الوجوه مغطاة فممّ يغض المؤمنون أبصارهم؟ كما في الآية الشريفة "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ..." (النور: 30). أيغضونها عن القفا و الظهر؟.. الغض يكون عند مطالعة الوجوه بداهة، وربما رأى الرجل ما يستحسنه من المرأة فعليه ألّا يعاود النظر عندئذ كما جاء في الحديث، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعلى رضي الله عنه : يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة .
2.   وحدثت عائشة قالت : كانت نساء مؤمنات يشهدن مع النبي صلاة الفجرن متلحفات بمروطهن – مستورات الأجساد بما يشبه الملاءة- ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة ، لايعرفن من الغلس تعني أنه لولا غبش الفجر لعرفن لانكشاف وجوههن
3.   على أن قوله تعالى : "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" (النور:31) يحتاج إلى تأمل، إذ لو كان المراد إسدال الخمار على الوجه لقال: ليضربن بخمرهن على وجوههن، مادامت تغطية الوجه هي شعار المجتمع الإسلامي، ومادامت للنقاب هذه المنزلة الهائلة التي تنسب إليه. وعند التطبيق العملي لهذا الفهم اضطرت النساء لاصطناع البراقع أو حجب أخرى على النصف الأدنى للوجه كي يستطعن السير، فإن اسدال الخمار من فوق يعشى العيون، ويعسر الرؤية، ومن ثم فنحن نرى الآية لا نص فيها على تغطية الوجوه. ولاشك أن بعض النساء في الجاهلية، وعلى عهد الإسلام كن يغطين أحيانا وجوههن مع بقاء العيون دون غطاء، وهذا العمل كان من العادات لا من العبادات، فلا عبادة إلا بالنص.
4.   وأدل على ذلك السفور المباح: ما رواه لنا مسلم أن سبيعة بنت الحارث ترملت من زوجها وكانت حاملا، فما لبثت أياما حتى وضعت، فأصلحت نفسها، وتجملت للخطاب! فدخل أبو السنابل أحد الصحابة وقال لها: مالي أراك متجملة؟ لعلك تريدين الزواج، إنك والله ما تتزوجين إلا بعد أربعة أشهر وعشرة أيام، قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- سألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتزويج إن بدا لي.
كانت المرأة مكحولة العين مخضوبة الكف، وأبو السنابل ليس من محارمها الذين يطلعون بحكم القرابة على زينتها، والملابسات كلها تشير إلى بيئة يشيع فيها السفور. وقد وقع ذلك بعد حجة الوداع، فلا مكان لنسخ حكم أو إلغاء تشريع، وأعرف أن هناك من ينكر كل ما قلناه هنا، وبعض المتحدثين في الإسلام أشد تطيرا من ابن الرومي، وهم ينظرون إلى فضائل الدنيا والآخرة من خلال مضاعفة الحجب والعوائق على الغريزة الجنسية. ويعلم الله إني مع إعتدادي برأيي أكره الخلافات والشذوذ وأجب السير مع الجماعة، وأنزل عن وجهة نظري التي أقتنع بها بغية الإبقاء على وحدة الأمة.
فهل ما قلته رأى انفردت به؟ كلا كلا إنه رأى الفقهاء الأربعة الكبار، ورأى أئمة التفسير البارزين، إن الشاغبين على سفور الوجه يظاهرون رأيا مرجوحا ويتصرفون في قضايا المرأة كلها على نحو يهز الكيان الروحي والثقافي والاجتماعي لأمة أكلها الجهل والاعوجاج لما حكمت على المرأة الأدبي والعلمي. إن من علماء المذاهب الأربعة من يرى أن وجه المرأة ليس بعورةن وأثبت هنا نقولا عن كبار المفسرين من أتباع هذه المذاهب: قال أبو بكر الجصاص وهو حنفي في تفسير قوله تعالى : "وقل للمومنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها..." (النور:31) فالمراد : الوجه و الكفان، لأن الكحل زينة الوجه، والخضاب والخاتم زينة الكف. فإذا ابيح النظر إلى زينة الوجه والكف فقد اقتضى ذلك لا محالة إباحة النظر إلى الوجه والكفين. ويقول القرطبي وهو مالكي : لما كان الغالب من الوجه والكفين طهورهما عادة وعبادة وذلك في الصلاة والحج فيصلح أن يكون الإستثاء راجعا إليهما. ويقول الخازن وهو شافعي مفسرا الإستثاء في الآية، قال سعيد جبير والضحاك والأوزاعي : الوجه والكفان. ويقول ابن كثير وهو سلفي ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين، وهذا هو المشهور عند الجمهور. وقال ابن قدامة في "المغنى" وهو مرجع حنبلي : المرأة كلها عورة إلا الوجه، وفي الكفين روايتان.
ونختم برأي ابن جرير الطبري في تفسيره الكبير " أولى القول في ذلك بالصواب من قال – في الإستثناء المذكور عن زينة المرأة المباحة – عنى بذلك الوجه والكفين، ويدخل الكحل والخاتم والسوار والخضاب. وإنما قلنا ذلك أقوى الأقوال، لأن الإجماع على أن كل مصل يستر عورته في الصلاة وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في الصلاة، وأن تستر ماعدا ذلك من بدنها، وما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره. وأما المذهب الحنفي فيضم ظهور القدمين إلى الوجه و الكفين منعا للحرج.
وبعد هذا السرد نسارع إلى التنبيه بأن المجتمع الإسلامي بما شرع الله له من آداب اللباس والسلوك العام هو شيء آخر غير المجتمع الأوربي- بشقيه الصلبيي والشيوعي- فإن هذا المجتمع أدنى إلى الفكر المادى البحت وأقرب إلى الإباحة الحيوانية المسعورة. إن الملابس هناك تفصل للإثارة لا للستر، والتزين للشارع لا للبيت والاختلاط لا يعرف التصون أو تقوى الله، والخلوة ميسورة لمن شاء، والقانون لا يرى الزنا جريمة مادام بالتراضى. وتكاد الأسر تكون حبرا على ورق. إن الإسلام شيء آخر مغاير كل المغايرة لهذا الاتجاه الطائش الكفور فهل أحسنّا نحن بناء المجتمع القائم على حدود الله؟